اتمنى أن أقص كل شيء بتفاصيله الممله ولكن لا شيء قد يسع ذلك..

الشعور المخيف والثقيل أنك تعود بالزمن عندما تعود إلى بيتك بعد سنوات يمنحك إجابات عن اسألة غرقت في لا وعيك..

أتمنى أن أصمت للأبد لأنني قلت كل شيء..
وأتمنى أن أحدثك مرة أخرى في كل مرة أدرك فيها ذلك..

اكتب من المكان الذي بدأت فيه، حارة قديمة بحي شعبي يعمها الصجيج، المقاهي ما زالت كما هي ولكن تفرق الرفاق..

الشعور بالألفة الذي تشعر به عندما تجد أن الشوارع ما زالت مثلما كانت، لافتات المحلات، الكتابات على سور المدرسة، أبواب العمارات الحديدية التي تحفظها عن ظهر قلب لأنه كان لك داخل كل منها وجه تألفه..وجه لصديق..

الأماكن تتحدث أكثر منا، والكلمات والصور، أما نحن ففقدنا رفاهية البراءة والتعبير..

اليوم يوم مولدي ولا شيء مهم يذكر..

يمكنني أن أتحدث عن الواقع، أو عما آلت إليه الأمور، كنت أظن أن المسافة الأكبر بين شيئين هي الزمن، ولكن المسافة الاكبر علي الإطلاق هي بين ما كنت تتخيله وبين ما آلت له الأمور..

تمر الأيام بشكل غريب وسريع، أشعر أنني البارحة كنت في التاسعة عشر وان غرفتي التي ملئها التراب تناديني، أرى علي الحائط كتاباتي للمقولات التي تحفزني وعلم الزمالك وكمبيوتر متهالك مثل الانتيك اعدت ان يكون هو حياتي..

وبالرغم من سرعة الحياة لا أستطيع أن أصف ثقل هذه الأيام..لم أرد أن أكون ضعيفًا طيلة عمري رغم أنني ضعيف، مجرد انسان بسيط يخاف من أن يعترف بالحقيقية فيهرب ويعيش في حالة انكار، يخشى أن يُنسى ومن مباريات الزمالك ويكره الهزيمة والغدر، في اخر عام بالجامعة استيقظ في يوم من الأيام وكسر نايه وهو يبكي بعدما قطع اشهر في تعلمه بدون سبب..بعدها قرر أن يسافر ويبتعد عن مدينة أتاها مغتربًا ورحل عنها غريبًا..

لست مولعًا بشء وقليلًا ما رغبت في شيء بهذه الحياة حقًا وعشت زاهدًا فيها إلا في أشخاص وأشياء قليلة تمنيت ان تنتهي حياتي قبل أن ينتهوا..

لكن ما يتملكني الشعور به الآن بشكل دائم أنني شبح أرى الأشياء من بعيد ، وأقول في داخلي لطالما ظننت أن لكل تلك التعقيدات جمالًا خاصًا في حياتي، ظننت أن الشعور العميق بالأشياء سيجعلني انسانّا صالحًا، شعرت أنه هناك طريق مختلفًا قد اتقاطع فيه مع الإجابات التي لن يستطيع أن يمنحها لنا العلماء أو الفلاسفة..

لكنني الآن أنظر إلى العالم واتعجب من بساطة الأمور، البساطة التي تمضي بها الأمور مع البعض، البساطة التي تمضي بها الأمور معك..لم يدرك أحدهم المعاني العميقة التي ادركتها، الجمال الأصيل الذي رأيته في كل تلك المعاناة..والجمال الأصيل الذي وجدته فيك..

ومع ذلك تمنيت لو أن كل ذلك لم يحدث..أن يكون كل شيء أبسط..






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة